هل لك أن تتخيل نفسك مستقبلاً تدخل مطاراً يستقبلك فيه روبوت آلي ودود يعمل بالذكاء الاصطناعي! ثم يرشدك إلى بوابة الصعود الخاصة برحلتك، ما يضمن لك تجربة سفر سلسة وخالية من القلق والمصاعب.
مؤخراً، باتت أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة تعمل على تغيير عمليات المطارات بشكل جذري وإعادة تشكيل تجربة المسافرين بالكامل. لذلك، مرحباً بك في عالم مساعدي الروبوتات بالمطارات!
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في مواجهة تحديات المطار؟
تواجه المطارات مجموعة مختلفة من التحديات التي تتمثل في طوابير الانتظار الطويلة، وصعوبة تحديد الطرق اللازم اتباعها في المطار، والمخاوف الأمنية، وغير ذلك. ومع ظهور الذكاء الاصطناعي، أصبحت المطارات قادرة على التغلب على هذه التحديات وتغيير طريقة وأسلوب عملها.
روبوت الترحيب في المطارات: استقبال بشوش وسط الازدحام
صممت روبوتات الترحيب لاستقبال المسافرين والإجابة عن استفساراتهم وإرشادهم إلى الاتجاه الصحيح، وتتمتع هذه الروبوتات بقدرة جيدة على فهم العديد من اللغات والتعامل بأسلوب لطيف ودود، ما يمنح المسافر جواً إيجابياً في رحلاتهم.
أهمية الذكاء الاصطناعي في المطارات:
يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرة كبيرة على إحداث ثورة ضخمة في عمليات المطارات بعدة طرق، بدءاً من تبسيط إجراءات الأمن وحتى تحسين عملية معالجة الأمتعة والتعامل معها.
وتوفر تقنيات الذكاء الاصطناعي حلولاً مبتكرة لتعزيز الكفاءة وتحسين تجربة المسافر بشكل عام، إذ يمكن للمطارات الاستفادة من تحليلات البيانات وخوارزميات التعلم الآلي في اتخاذ قرارات دقيقة ومدروسة تتلائم مع الظروف المتغيرة.
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تغيير إدارة المطارات؟
1- التسجيل الذاتي وإيداع الأمتعة:
أصبحت أكشاك التسجيل الذاتي وأنظمة إيداع الأمتعة الآلية القائمة على الذكاء الاصطناعي أكثر شيوعاً في المطارات، حيث يمكنك الآن اجتياز عملية التسجيل بسهولة، وتقليل أوقات الانتظار الطويلة عند مناطق تسجيل الوصول، ما يسمح لموظفي المطار بالتركيز على المهام الأكثر أهمية وإنجازها بكفاءة أكبر.
2- أنظمة إدارة تدفق المسافرين:
تعتبر عملية إدارة تدفق المسافرين من أكثر المهام تعقيداً في المطارات خاصة خلال مواسم الذروة. لذلك، تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات المرتبطة بشبابيك التفتيش الأمني وبوابات الصعود إلى الطائرة، ثم تحديد نقاط الازدحام واقتراح طرق بديلة لتحسين تدفق المسافرين ومنحهم رحلة سلسة.
فوائد وتأثيرات الذكاء الاصطناعي على إدارة المطارات:
1- زيادة الكفاءة: إنجاز المزيد بموارد أقل:
تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تبسيط عمليات المطارات، وأتمتة المهام المتكررة، وتحسين توزيع الموارد، ما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وتوفير التكاليف، وبالتالي، تساعد المطارات في التعامل مع الأعداد المتزايدة من المسافرين مع الحفاظ على جودة الخدمة.
2- تحسين تجربة المسافر: الانتقال في المطار بسهولة:
تسهم أنظمة تحديد المواقع المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مساعدة المسافرين على الانتقال بسهولة ضمن المطارات. وسواء كان الأمر متعلقاً بالعثور على أقرب مقهى أو أسرع نقطة تفتيش أمني، فإن روبوت المساعدة في المطار يقلل من توتر المسافر من خلال تقديم المساعدة التي يحتاجها.
التحديات والاعتبارات التي تواجه روبوتات الذكاء الاصطناعي:
رغم الفوائد التي يوفرها روبوت المساعدة في المطار، ولكن لا يزال هناك بعض التحديات المتمثلة في مخاوف الخصوصية وأمن البيانات والحاجة إلى الإشراف البشري. لذلك، يعتبر التوازن الصحيح بين الأتمتة والتفاعل البشري أمراً مهماً لضمان تجربة مطار سلسة وآمنة.
1- الخصوصية وأمن البيانات:
تشكل الخصوصية وحماية بيانات المسافرين إحدى المخاوف الرئيسية لتطبيق الذكاء الاصطناعي في المطارات، خاصة مع جمع وتحليل كميات هائلة من المعلومات الشخصية. لذلك، يجب على المطارات منح الأولوية لأمن البيانات والخصوصية والشفافية في استخدامها.
2- الإشراف والتعاون البشري:
يلعب الأفراد البشريون دوراً كبيراً في صناعة القرار، والتعامل مع المواقف الاستثنائية، وتوفير مستوى من التعاطف والفهم لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاته. لذلك، لا بد من تحقيق التوازن الصحيح بين الأتمتة التي يقودها الذكاء الاصطناعي والتفاعل البشري، خاصة في مجالات الأمن ومساعدة المسافرين.
3- الأخلاقيات والتحيز:
يمكن أن يؤدي التحيز في خوارزميات الذكاء الاصطناعي إلى نتائج تمييزية ومعاملة غير عادلة للمسافرين بناءً على عوامل مثل العرق والجنس والجنسية، لذلك، يحتاج الأمر إلى رصد مستمر لمنع وتخفيف أي تحيزات غير مقصودة في أنظمة الذكاء الاصطناعي المنتشرة في المطارات.
4- التكامل والقابلية للتوسع:
هناك عدة اعتبارات يجب على سلطات المطارات وضعها في الحسبان عند تنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي في المطارات، منها مشكلات التوافق والتحديات الفنية والتقنية والقابلية للتوسع لأجل استيعاب الأعداد المتزايدة للمسافرين.
لذا، تعد استراتيجية التنفيذ المصممة جيداً، إضافة إلى الاختبار والتقييم الشاملين، أمراً بالغ الأهمية لضمان الانتقال السلس والنجاح طويل الأمد لتكامل الذكاء الاصطناعي في المطارات.
5- الرأي العام والقبول:
قد يثير إدخال الروبوتات وأنظمة الذكاء الاصطناعي في المطارات المخاوف لدى بعض المسافرين الذين لديهم قلة معرفة بالتكنولوجيا أو تحفظات بشأن تأثيرها على الوظائف البشرية. لذا، لا بد من كسب قبول الجمهور ودعمه من خلال التواصل الواضح والتثقيف العام والتركيز على إبراز فوائد الذكاء الاصطناعي في تعزيز سلامة وكفاءة وتجربة المسافرين.
الآفاق المستقبلية والابتكارات:
1- المطارات الذكية: نظام بيئي متصل:
ستعيد المطارات الذكية تعريف الطريقة التي يتفاعل بها المسافرون مع مرافق المطار من تحديثات الرحلات الجوية إلى الخدمات الشخصية. ويكمن مستقبل الذكاء الاصطناعي في المطارات في مفهوم المطارات الذكية، حيث سيعمل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة معاً لخلق نظام بيئي متصل.
2- القياسات الحيوية والتعرف إلى الوجه:
يتوقع زيادة استخدام القياسات الحيوية في عمليات المطارات، مثل التعرف إلى الوجه، وستوفر هذه التقنيات الراحة والسرعة والأمن للمسافرين.
2- التحليلات التنبؤية والتعلم الآلي:
تساعد خوارزميات التحليلات التنبؤية والتعلم الآلي المدعومة بالذكاء الاصطناعي المطارات في توقع سلوك المسافرين، وتحسين تخصيص الموارد، وإدارة الاضطرابات المحتملة بشكل استباقي، ما يؤدي إلى تحسين تجارب المسافرين.
4- المساعدون الافتراضيون والتعرف إلى الصوت:
سيصبح المساعدون الافتراضيون المزودون بمعالجة اللغة الطبيعية وقدرات التعرف الصوتي جزءاً لا يتجزأ من تجربة المطار، حيث يمكن للمسافرين التفاعل مع المساعدين الافتراضيين للحصول على المعلومات اللازمة والتوصيات الشخصية والمساعدة طوال رحلتهم.
5- التعاون بين الروبوتات والذكاء الاصطناعي: صعود الروبوتات التعاونية:
مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، سيصبح دمج روبوت المساعدة في المطار أكثر شيوعاً، ستعمل الروبوتات التعاونية أو المشتركة إلى جانب الموظفين البشريين وتساعدهم في بعض المهام مثل التنظيف والصيانة ومعالجة الأمتعة، ما يسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية ورفع جودة الخدمة.
اقرأ المزيد من خلال المقال التالي: كيف أدخلت تقنية الواقع الافتراضي الترفيه إلى المطارات؟
الروبوتات المستقبلية الشهيرة في المطارات الدولية:
هناك بعض الروبوتات الشهيرة التي أصبحت معروفة عالمياً وأثبتت نجاحاً في أداء المهام الموكلة إليها، وإليك أفضل 4 روبوتات:
1- روبوت ناو في مطار طوكيو هانيدا الدولي، اليابان:
هو روبوت بشري الشكل، متصل بشاشة معلومات الرحلات الجوية الرقمية، ويمكنه التواصل مع موظفي المطار عبر ساعاتهم الذكية لتزويدهم بتحديثات الرحلات حتى يتمكنوا من مساعدة المسافرين، كما يمكنه إجراء محادثات تفاعلية مع المسافرين للإجابة عن استفساراتهم.
2- جوزي بيبر في مطار ميونخ الدولي، ألمانيا:
تستخدم بيبر الذكاء الاصطناعي الخاص بها لاستقبال المسافرين وربطهم بالمدخل الرئيسي ومناطق النقل المكوكية، كما يمكنها إنشاء الإجابة عن استفسارات المسافرين.
3- سبنس في مطار سخيبول أمستردام الدولي، هولندا:
يهتم سبنس في توجيه المسافرين من المطار إلى بوابات الصعود للطائرة والعكس، اعتماداً على أجهزة المسح الضوئي.
4- أنبوت في مطار شينزين باوان الدولي، الصين:
هو روبوت شرطة، يتولى دوريات الحراسة والتعرف إلى الوجه والخدمات الاستخباراتية، ويحلل الضوء والصوت للكشف عن المجرمين، ويمكنه مطاردتهم بسرعة 18 كيلومتراً بالساعة.
هل ستحل الروبوتات محل البشر في المطارات بشكل كامل؟
تتمتع الروبوتات بقدرات كبيرة، ولكنها تقتصر بشكل رئيسي على أداء المهام البسيطة بسرعة وكفاءة أكبر. وإليك بعض المهام التي لا يمكن الوثوق بالروبوتات بها بشكل كامل:
1- لا يمكن للربوتات التعامل مع التعقيدات المرتبطة بإجراءات المطار مثل الوثائق أو خدمة العملاء.
2- لا يمكن للروبوتات التعامل مع عمليات التفتيش الأمنية بشكل كامل لأن كل مشكلة أمنية تتطلب سلوكاً محدداً لا يمكن اختياره بحكمة إلا من قبل البشر. وأظهر استطلاع أجرته شركة ترافيلزو “Travelzoo” أن 67% من المسافرين يعتقدون أن تعامل الروبوتات مع أمن المطار مخيف ومحفوف بالمخاطر.
3- لا يمكن للروبوتات إتقان أساليب الود والضيافة التي يحتاجها المسافرون في رحلاتهم، ولا يمكن إلا للبشر توفير هذا النوع من المشاعر وأسلوب التعامل.
الأسئلة الشائعة حول الذكاء الاصطناعي:
1- هل يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي مكان الموظفين البشريين في المطارات؟
لا يهدف الذكاء الاصطناعي إلى استبدال الموظفين البشريين بل تعزيز قدراتهم وتحسين الكفاءة، من خلال أتمتة المهام الروتينية في المطارات، ما يتيح للموظفين التركيز على معالجة القضايا الأكثر تعقيداً وتقديم خدمة عملاء ممتازة.
2- كيف يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين أمن المطارات؟
يعزز الذكاء الاصطناعي أمن المطارات من خلال أتمتة عمليات الفحص، واستخدام القياسات الحيوية للتحقق من الهوية، والكشف عن السلوكيات المشبوهة من خلال تحليلات الفيديو المتقدمة. وتساعد هذه التقنيات على تحديد التهديدات المحتملة بشكل أكثر كفاءة، ما يضمن تجربة سفر أكثر أماناً للمسافرين.
3- هل يمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على فرص العمل في صناعة المطارات؟
قد يعيد الذكاء الاصطناعي تعريف بعض الأدوار الوظيفية داخل صناعة المطارات، لكنه يخلق أيضاً فرصاً جديدة للمهارات المتخصصة. ومع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيكون هناك طلب متزايد على المهنيين في تحليل البيانات وإدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي والتعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.