السفر المستدام لرجال الأعمال: اتخذ خيارات صديقة للبيئة!

مع التطور السريع الذي يشهده العالم، تتفاقم تحدياته البيئية باستمرار، وتبرز الحاجة إلى السفر المستدام الذي يهدف إلى تحقيق التوازن بين متعة الاستكشاف وواجب الحفاظ على البيئة والمجتمعات المضيفة. ما يدفعنا كأفراد إلى السعي نحو اتخاذ خيارات واعية تقلل من بصمتنا الكربونية وتدعم الاقتصاد المحلي لوجهة الزيارة.

أما بالنسبة للمسافرين من رجال الأعمال، لم يعد الأمر مقتصراً على تحقيق الموزانة بين متطلبات العمل من جهة والالتزام بالاستدامة من جهة أخرى، بل يجب أن يصبح السفر المستدام جزءاً لا يتجزأ من الممارسات التجارية، من خلال إعطاء الأولوية للمسؤولية البيئية.

 

ما هو السفر المستدام؟

يهدف السفر المستدام إلى تقليل الأثر البيئي للسياحة ورحلات العمل، من خلال خفض البصمة الكربونية للمسافر، وإفادة المجتمعات المحلية، والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. أما بالنسبة للمسافرين من رجال الأعمال، فإن تبني الممارسات المستدامة يتجاوز مجرد حماية البيئة، وإنما يتماشى مع أهداف المسؤولية الاجتماعية للشركات “CSR”، ويعكس صورة إيجابية عن المؤسسة التي يمثلونها.

 

الركائز الثلاث للسفر المستدام:

يتكون مفهوم السفر المستدام من ثلاث ركائز رئيسية تغطي الجوانب التي يجب على المسافرين المستدامين الالتزام بها خلال رحلاتهم:

1- الركيزة البيئية:

تستهدف هذه الركيزة تقليل الآثار السلبية للسفر على البيئة والحياة البرية، من خلال خفض البصمة الكربونية خاصة تلك الناتجة عن السفر الجوي، وترشيد استهلاك المياه، وتقليل النفايات البلاستيكية.

ويمكن إحداث تأثير إيجابي في الرحلات من خلال حمل أدوات التغليف الخاصة بنا والقابلة لإعادة الاستخدام، والاعتماد على الفنادق والمطاعم التي تعيد تدوير نفاياتها المبنية أساساً من مواد مستدامة، والمساعدة في حماية الحيوانات ضمن بيئتها الطبيعية.

2- الركيزة الاجتماعية:

تتناول هذه الركيزة تأثيرنا على السكان المحليين ومجتمعاتهم، من خلال دعم الشركات التي يديرها ويعمل فيها ويدعمها السكان المحليون، ودعم المنظمات غير الحكومية، ومشاريع السياحة المجتمعية، والجمعيات الخيرية، والمؤسسات الاجتماعية.

يمكن للمسافرين المسؤولين البحث عن فرص للانضمام إلى هذه الأنواع من المشاريع، والتعرف إلى الموظفين في هذه الشركات، وفيما إذا كانوا يعملون ضمن بيئة آمنة، ويحصلون على أجور عادلة.

3- الركيزة الاقتصادية:

تشير الركيزة الاقتصادية للسفر المستدام إلى ضرورة إنفاق المسافرين لأموالهم في الشراء والتعامل مع المتاجر المحلية للمساهمة بشكل إيجابي في الاقتصاد المحلي. ويمكن الحجز في الفندق والمطاعم المحلية، والاستعانة بالمرشدين السياحيين المحليين لدعم وتعزيز الاقتصاد المحلي.

 

لماذا يجب على المسافرين من رجال الأعمال إعطاء الأولوية للاستدامة؟

1- المسؤولية المؤسسية تعني أعمالاً ناجحة:

في رحلات العمل الخاصة بالشركات، يظهر تطبيق سياسات السفر المستدام مدى التزام الشركة بالمبادرات البيئية، خاصة أن العملاء والمستثمرين والموظفين يتوقعون من الشركات تبني ممارسات مسؤولة بيئياً، حيث أظهرت دراسة أجرتها شركة نيلسن “Nielsen”، أن 81% من المشاركين في الدراسة يشعرون بأهمية مساهمة  الشركات في الجهود البيئية.

2- تراكم البصمة الكربونية:

يعد السفر الجوي مساهماً رئيسياً في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وقد يكون الأمر أكثر سوءاً بالنسبة للمسافرين الدائمين أو المؤسسات التي تشهد نمواً مستمراً، حيث أظهرت حاسبة انبعاثات الكربون الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي “ICAO”، أن رحلة ذهاب وعودة واحدة في درجة رجال الأعمال من نيويورك إلى لندن تطلق حوالي 3.4 طن متري من ثاني أكسيد الكربون (CO₂) لكل مسافر.

3- كفاءة التكلفة تتماشى مع الاستدامة:

غالباً ما تؤدي الخيارات المستدامة إلى قرارات مالية أكثر ذكاءً، حيث إن حجز الرحلات الجوية المباشرة، واختيار أماكن إقامة صديقة للبيئة، واستخدام الأدوات الرقمية للتعاون عن بُعد، يمكن أن يحقق وفورات مالية كبيرة مع التقليل من الأثر البيئي الإجمالي.

4- لوائح تنظيمية مواكبة للمستقبل:

تسعى الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى تطبيق قوانين بيئية أكثر صرامة. وإن الشركات التي تتخذ خطوات مبكرة للتكيف مع الاستدامة تضمن لنفسها التفوق والاستعداد التام لهذه التغيرات المستقبلية التي لا مفر منها، وبذلك تحمي نفسها من التعرض للغرامات والإضرار بسمعتها.

 

كيف يمكن للمسافرين من رجال الأعمال ممارسة السفر المستدام؟

إن اتخاذ القرارات المستدامة بصفتك مسافر أعمال ليس بالأمر المعقد. من خلال العقلية والأدوات الصحيحة، يمكن للمسافرين الدائمين اتخاذ خيارات أفضل للكوكب. إليك الطريقة:

1- اختيار شركات الطيران التي تتبنى الممارسات المستدامة:

ابحث عن شركات الطيران التي تستثمر في برامج تعويض الكربون، والوقود الحيوي، والطائرات ذات الكفاءة العالية. على سبيل المثال، تسمح بعض شركات الطيران للمسافرين الآن بتعويض الانبعاثات عند حجز التذاكر. لذلك، ابحث جيداً قبل الحجز!

2- الإقامة في أماكن صديقة للبيئة:

اختر الفنادق أو أماكن الإقامة المعتمدة وفقاً للمعايير البيئية الخضراء، مثل شهادات “LEED” أو “EarthCheck”. غالباً ما تسعى هذه الأماكن إلى كفاءة استخدام الطاقة، وتقليل النفايات، والمحافظة على المياه.

3- تخفيف الأمتعة عند السفر:

يؤثر وزن الأمتعة على استهلاك الوقود أثناء الرحلات الجوية. لذلك، إن حزم الضروري فقط من الأمتعة يقلل الوزن الإجمالي للطائرة ويسهم في توفير الوقود.

4- الاستفادة من التكنولوجيا للاجتماعات عن بُعد:

بفضل التطورات في تقنيات الواقع الافتراضي وأدوات التعاون مثل زوم “Zoom” ومايكروسوفت تيمز “Microsoft Teams”، أصبح العمل عن بُعد خياراً عملياً وصديقاً للبيئة على نحو متزايد. لذلك، إذا لم تكن الاجتماعات المباشرة وجهاً لوجه ضرورية، اختر الاجتماع عبر عقد مؤتمرات الفيديو “Video Conferencing”.

5- استخدام وسائل النقل العام أو خدمات النقل المشترك:

قلّل من الانبعاثات عن طريق استخدام القطارات أو الحافلات العامة أو خدمات النقل المشترك، بدلاً من الاعتماد على استئجار السيارات الخاصة.

6- تحسين مسار الرحلة:

قلّل من التنقلات الإضافية عن طريق التخطيط الاستراتيجي للرحلات متعددة الاجتماعات، والاعتماد على رحلات الطيران المباشرة، وتجنب الرحلات غير الضرورية التي تتطلب الذهاب والعودة بشكل متكرر.

 

دور “airssist” في تعزيز السفر المستدام لرجال الأعمال:

تسعى “airssist” إلى تعزيز تجربة السفر المستدام لرجال الأعمال من خلال دعم الممارسات الصديقة للبيئة بالطرق التالية:

1- خدمات ذات كفاءة تقلل من الهدر:

توفر “airssist” بعض خدمات السفر الهادفة إلى تحسين استثمار وقتك في المطارات، مثل خدمة الاستقبال والترحيب. وبالتالي، تساعد هذه الخدمة في التخفيف من التأخيرات وتسهيل عملية التنقل عبر صالات الوصول والمغادرة المزدحمة، والتي بدورها تؤدي إلى التقليل من وقت الانتظار غير الضروري واستهلاك الطاقة.

2- حلول السفر مخصصة:

تساعدك “airssist” في التخطيط لرحلتك بأسلوب أكثر ذكاء. إن دمج الخدمات التي تقدمها “airssist” مع جدولك الزمني يضمن عدداً أقل من محطات التوقف ويُحسن مسارات السفر، ما يسهم في تقليل البصمة الكربونية.

3- الوصول إلى صالات الانتظار صديقة البيئة:

تتعاون “airssist” مع صالات الانتظار في معظم المطارات حول العالم، وتولي العديد من هذه الصالات الأولوية للاستدامة من خلال خيارات طعام صديقة للبيئة، وتقليل استخدام البلاستيك لمرة واحدة، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة.

4- الشراكة مع المبادرات الخضراء:

تتعاون “airssist” مع شركاء داعمين للبيئة لتعزيز السفر المسؤول والمستدام لرجال الأعمال. أنت لا تسافر بمسؤولية فحسب، بل أنت جزء من جهد أوسع نطاقاً لتبني ممارسات واعية بيئياً.

 

إحصائيات حول السفر المستدام لرجال الأعمال:

تؤكد الإحصائيات التالية على حجم التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحققه السفر المستدام:

• يشكل السفر الجوي 2.5% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وقد تتضاعف هذه النسبة ثلاث مرات بحلول عام 2050 إذا لم يتم السيطرة عليها، وفق وكالة الطاقة الدولية “IEA”.
• يمكن للسياحة المستدامة أن توفر ما يصل إلى 65 مليون وظيفة عالمياً بحلول عام 2030، وفق منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة “UNWTO”.
• تشهد الشركات التي تطبق سياسات صديقة للبيئة زيادة في رضا الموظفين بنسبة تصل إلى 16% في المتوسط، وفق استطلاعات الشركات الدولية.

 

كيف تعكس رحلات العمل قيم مؤسستك؟

سواء كنت مستشاراً مستقلاً أو ممثلاً لشركة مدرجة ضمن قائمة فورتشن 500 “Fortune 500″، فإن أسلوبك المتبع في السفر يترك انطباعاً دائماً عنك. ومع تزايد اهتمام العملاء والشركاء بالاستفسار عن جهود الاستدامة، تشكل جهودك الواعية فرصة لإظهار الريادة. وتسعى “airssist” عبر خدماتها إلى تعزيز صورة علامتك التجارية بصفتها مؤسسة ذات رؤية مستقبلية ومسؤولية اجتماعية.

 

ابدأ خطوتك الأولى اليوم!

كل إجراء تتخذه له أهميته. لذلك، إن اتخاذ خيارات صديقة للبيئة والاستفادة من أدوات مثل “airssist” تساعدك في وضع معايير جديدة للسفر المسؤول والمستدام بغرض العمل، بدءاً من التخطيط لرحلتك ووصولاً إلى التنقل في المطار، تلتزم “airssist” بجعل الاستدامة أمراً سلساً قدر الإمكان.

معاً، يمكن أن نحدث تأثيراً إيجابياً على كوكبنا مع تلبية متطلبات العمل المتسارعة اليوم. ابدأ الآن مع “airssist” واجعل كل رحلة لك ذات معنى.