تشكل رحلات الأعمال جزءاً لا يتجزأ من نجاح الشركات، وتمثل فرصة حقيقية للتوسع والتعلم وبناء العلاقات. وأسهمت التطورات التكنولوجية مثل مؤتمرات الفيديو والعمل عن بعد في جعل عملية التواصل مع الشركاء والعملاء أكثر سلاسة وسهولة.
ولكن، بعد خروج العالم من جائحة كورونا، باتت العديد من الشركات تعطي الأولوية للتفاعلات المباشرة بين العملاء، بهدف تعزيز العلاقات مع العميل وتسهيل الشراكات واستكشاف أسواق جديدة والاستفادة من الفرص في بيئات دولية مختلفة.
وسواء كنت رائد أعمال أو مسؤولاً تنفيذياً، فإن اختيار الوجهة المناسبة لرحلات الأعمال الخاصة بك أو بشركتك له تأثير مباشر على نجاحك. لذلك، نستعرض في المقال التالي أهم الوجهات المثالية لرحلات الأعمال، وعوامل اختيار الوجهة المناسبة لرحلتك.
أهم وجهات رحلات الأعمال:
أظهرت تقارير سابقة أن الإنفاق على سفر الأعمال في الشرق الأوسط بلغ 18.1 مليار دولار خلال عام 2024، ويتوقع أن يشهد نمواً سنوياً مركباً قدره 6.1% خلال عام 2025.
واحتلت مدينة شنغهاي المرتبة الأولى في قائمة الوجهات الرئيسية الرائدة في جذب رحلات الأعمال عام 2024 بزيادة 63%، تلتها كوالالمبور بزيادة 28%، وبانكوك بزيادة 23%، وطوكيو بزيادة 21%.
وإليك أهم 10 وجهات لرحلات الأعمال:
1- شنغهاي في الصين:
تشكل شنغهاي مركزاً رئيسياً للعديد من الشركات الدولية العاملة في الصين، وتجذب العديد من الشركات متعددة الجنسيات ورواد الأعمال، بفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتينة وكوادرها الماهرة. فهي تمنح المسافرين من رجال الأعمال فرصاً مهنية وتجارب ثقافية مميزة.
وتضم شنغهاي العديد من المناطق التجارية في مختلف القطاعات، مثل منطقة بودونغ التي تشكل مركزاً حيوياً للمال والتجارة والتكنولوجيا، وتشتهر بناطحات السحاب مثل مركز شنغهاي المالي العالمي وبرج شنغهاي. وهناك أيضاً منطقة الأعمال المركزية في شنغهاي، ومنطقة هونغكو، ومنطقة شوهوي.
2- كوالالمبور في ماليزيا:
تعد كوالالمبور مركز أعمال جاذباً لرواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، ورائداً في جنوب شرق آسيا بقطاعات مصرفية وتأمينية وصناعية مزدهرة. وتعتبر العاصمة الماليزية من الوجهات المفضلة لرحلات الأعمال، ويرجع ذلك إلى بنيتها التحتية الحديثة، ومرافق المؤتمرات عالية المستوى مثل مركز كوالالمبور للمؤتمرات، وتكاليف النقل والإقامة المنخفضة نسبياً، وشبكة الاتصال الجوي الممتازة عبر مطار كوالالمبور الدولي.
3- بانكوك في تايلاند:
تمثل بانكوك مركزاً تجارياً رئيسياً في جنوب شرق آسيا، وتمكنت مؤخراً من تعزيز مكانتها على الساحة الدولية بسبب توسيع بنيتها التحتية والتزامها بتطوير قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض. وتركز المدينة بشكل رئيسي على التصنيع والسياحة والتجارة.
ويعد انخفاض كلفة المعيشة وكثرة القوى الماهرة فيها من أهم العوامل التي جعلت من بانكوك وجهة جذابة لرحلات الأعمال، ويعتبر مركز الملكية سيريكيت الوطني للمؤتمرات واحداً من أبرز الأماكن التي تستضيف الفعاليات والمعارض التجارية في المدينة.
4- طوكيو في اليابان:
تعتبر طوكيو مدينة متقدمة تكنولوجياً، فهي تشكل مركزاً للروبوتات والذكاء الاصطناعي، وتستضيف العديد من المؤتمرات والمعارض الصناعية والتجارية العالمية. وتزدهر فيها العديد من القطاعات مثل البنوك والسيارات والتكنولوجيا.
وتوفر طوكيو لزوارها من رجال الأعمال والمستثمرين بيئة عمل فعالة بسبب سياسات الحكومة الداعمة للشركات الأجنبية، وبنية تحتية حديثة، وشبكة نقل مريحة وفعالة. وتمنح طوكيو رواد الأعمال فرصاً واسعة للتعاون مع كبرى الجامعات ومراكز البحث والتطوير.
5- سيول في كوريا الجنوبية:
تشكل سيول مركزاً تكنولوجياً رئيسياً، وتشتهر في قطاعات الإلكترونيات والسيارات وبناء السفن. وتضم المدينة العديد من مرافق الشركات مثل قاعات الاجتماعات والمؤتمرات المجهزة بأحدث الأدوات الرقمية. وتعكس ناطحات السحاب النمو الاقتصادي للمدينة مثل برج لوت وورلد، وبرج إن سيول.
وتجذب سيول الشركات ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم بسبب كفاءة ثقافة الأعمال فيها، ونظام النقل الفعال، وثقافة المدينة النابضة بالحياة، واستضافتها للمؤتمرات الدولية والمعارض التجارية والفعاليات.
6- سنغافورة:
تُعرف سنغافورة على أنها أحد أكثر المراكز الاقتصادية تقدماً في آسيا والعالم، وتشتهر في قطاعات الخدمات المصرفية والتأمين والخدمات المالية، وتمثل موطناً للشركات متعددة الجنسيات، والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، والمؤسسات المالية.
وتستضيف مدينة سنغافورة العديد من الفعاليات والمؤتمرات الكبرى مثل مهرجان سنغافورة للتكنولوجيا المالية والمنتدى الاقتصادي العالمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا. وتوفر مبادرات دائمة لزيادة كفاءة العمل، مثل مبادرات تبني الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والرقمنة.
وتشكل المدينة وجهة جاذبة للشركات بسبب بنيتها التحتية الفعالة، وأماكن الإقامة الفاخرة التي تلبي احتياجات رجال الأعمال، واقتصادها القوي والخالي من الفساد، وبيئتها المستقرة سياسياً، وسياستها الصديقة للأعمال من حوافز ضريبية وبيئة تنظيمية، واتصالها الفعال مع مدن العالم من خلال مطار شانغي سنغافورة الدولي.
7- هونغ كونغ في الصين:
تتمتع هونغ كونغ بموقع استراتيجي يجعلها نقطة دخول رئيسية إلى الأسواق الصينية والآسيوية، كما تشكل بوابة محورية للتجارة والتمويل والابتكار في آسيا. وتعتبر هونغ كونغ مركزاً مالياً رئيسياً، وموطناً لإحدى بورصات الأوراق المالية الرائدة في العالم.
تعد هونغ كونغ وجهة شهيرة للمؤتمرات والمعارض التجارية الدولية، وتمتلك نظاماً بيئياً قوياً لشركات التكنولوجيا المالية والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، وتشكل بيئة داعمة للأعمال بفضل الضرائب المنخفضة واللوائح والسياسات الداعمة.
8- دبي في الإمارات:
تعتبر دبي مركزاً تجارياً رئيسياً في الشرق الأوسط، وأحد أبرز مراكز الأعمال والابتكار في العالم. وتضم المدينة مركز دبي المالي العالمي الذي يشكل أحد أكثر المناطق الاقتصادية حيوية في العالم، ويجذب شركات من قطاعات التكنولوجيا والتمويل والطاقة والضيافة الفاخرة.
وتتميز المدينة بموقع استرتيجي يربط أوروبا وآسيا وأفريقيا، بهدف توسيع الأعمال التجارية العالمية. وتستضيف دبي العديد من الفعاليات والمؤتمرات الكبيرة مثل معرض جيتكس جلوبال، ومعرض عرب هيلث. ويقوم اقتصادها على الابتكار مثل الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وتقنيات المدن الذكية.
وتشكل دبي بيئة جاذبة لأفضل المواهب ورواد الأعمال والشركات العالمية بسبب سياساتها الصديقة للمستثمرين والإعفاءات الضريبية والحوافز الجذابة، ومرافق الاجتماعات والمؤتمرات المتطورة فيها، وأماكن الإقامة الفاخرة، وشبكة الطيران القوية المتمثلة بمطار دبي الدولي.
9- نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية:
تمثل نيويورك مركزاً عالمياً للابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال، وتشكل موطناً للعديد من الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات المالية ومكاتب المحاماة. وهي وجهة مثالية للمعارض التجارية والمؤتمرات مثل قمة نيويورك للتكنولوجيا، وقمة نيويورك للمشاريع الاستثمارية، ومعرض الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة.
وتجذب نيويورك العديد من رجال الأعمال حول العالم بسبب اقتصادها القوي وعلاقاتها التجارية الدولية، ومرافق الاجتماعات التي توفرها، وشبكة المطارات التي تربط المدينة بأنحاء العالم، بالإضافة إلى كونها موطن لأكبر البورصات وشركات الاستثمار العالمية.
10- لندن في المملكة المتحدة:
تعمل لندن كجسر بين الأسواق الأوروبية والأميركية والآسيوية، وتشكل مركزاً رائداً في مجال الخدمات المصرفية والتكنولوجيا المالية والصناعات الإبداعية، وموطناً للشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات المالية ومكاتب المحاماة. وتمثل وجهة رئيسية للمستثمرين والمدراء التنفيذيين بسبب وجود بورصة لندن وبنك إنجلترا.
وتستضيف لندن العديد من المعارض التجارية والفعاليات الصناعية الكبرى مثل أسبوع لندن للتكنولوجيا وسوق السفر العالمي. وتضم العديد من مراكز الأعمال والمؤتمرات ومساحات العمل المشتركة. وتتمتع باقتصاد قوي وعلاقات تجارية دولية واسعة.
ما العوامل الرئيسية لاختيار وجهات رحلات الأعمال؟
يعتبر اختيار الوجهة المثالية لرحلات السفر التجاري أمراً مهماً لزيادة الإنتاجية والكفاءة، وهناك عدة عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار وجهات رحلات الأعمال، أبرزها:
1- إمكانية الوصول:
من الأفضل اختيار الوجهات التي يمكن الوصول إليها بسرعة وسلاسة، حيث إن سهولة الوصول إلى المطارات الرئيسية وتوفر وسائل النقل الفعالة والطرق السريعة تساعد رجال الأعمال في الوصول إلى اجتماعاتهم في الوقت المحدد، ما يسهم في التقليل من مشاعر التوتر وزيادة الإنتاجية.
2- فرص العمل:
يفضل اختيار الوجهة التي توفر فرصاً مناسبة للشركات ورواد الأعمال، ليكونوا قادرين على تكوين شراكات قيّمة واستكشاف مشاريع تجارية مبتكرة. لذلك، من الضروري اختيار الوجهة التي تستضيف العديد من المؤتمرات والفعاليات والمعارض التجارية، وبالتالي، تتيح فرصاً واسعة للالتقاء مع العملاء والشركاء والخبراء.
3- تكلفة لرحلة العمل:
تختلف تكاليف الرحلات الجوية والإقامة والمواصلات وغيرها من المصاريف بحسب الوجهة المعتمدة للسفر. وعند التخطيط لرحلة العمل، يجب مراعاة التكلفة الإجمالية للسفر مع الانتباه إلى جودة أماكن الإقامة وسهولة الوصول إلى الوجهة والفوائد المحتملة للرحلة، ما يضمن لك تجربة سفر مثمرة وفعالة من حيث التكلفة.
4- التجارب الثقافية:
تساعد التجارب الثقافية في بلد الوجهة المسافرين على الاسترخاء وشحن طاقتهم، وتعزيز التواصل مع الآخرين، وبناء علاقات قوية مع الزملاء. وذلك من خلال استكشاف الأماكن الثقافية المحلية مثل المتاحف والمواقع التاريخية، والمشاركة في المعارض والفعاليات الثقافية، والاندماج في المجتمع المحلي.
5- البنية التحتية:
إن اختيار وجهة ذات بنية تحتية متطورة وتكنولوجيا متقدمة يوفر للمسافرين الموارد اللازمة لتحقيق أهدافهم المرجوة من رحلة العمل. بدءاً من الاتصال الموثوق بالإنترنت، حتى الإقامة المريحة، وصولاً إلى غرف ومرافق الاجتماعات الحديثة والمجهزة بشكل جيد.
ما أنواع رحلات الأعمال؟
هناك مجموعة متنوعة من الرحلات التي تتجاوز الاجتماعات التقليدية، وتشمل:
1- الفعاليات والمؤتمرات:
من الضروري حضور هذه الفعاليات والمؤتمرات مرة واحدة على الأقل سنوياً، لأنها تسهم في دفع الشركات إلى توسيع شبكة علاقاتها من خلال تبادل العلم والمعرفة مع الشركات الأخرى، وتساعد الشركات أيضاً في ترسيخ وجودها بشكل أكبر في السوق، وتطوير موظفيها وتحسين خبرتهم في العمل.
2- رحلات الحوافز:
هي عبارة عن مكافآت سفر تقدمها الشركات لموظفيها المتميزين بهدف تحفيزهم على تحقيق أهداف معينة، وتعزيز ولائهم للشركة، وتحفيز العلاقات الشخصية والمهنية.
3- الاجتماعات مع العملاء:
رغم تزايد انتشار الاجتماعات الافتراضية، إلا أن الاجتماعات المباشرة وجهاً لوجه تعزز من إنتاجية العمل وتجعل العلاقات بين الموظفين والمدراء أكثر صحية.
4- زيارة المكاتب الأخرى:
تمتلك بعض الشركات مكاتباً لها سواء في البلد ذاتها أو في دول أخرى، ويعتبر السفر للشركات ذات المكاتب المتعددة ضرورياً لعقد اجتماعات حول المشاريع والأداء بهدف توحيد عمليات الشركة.
5- بليجر “Bleisure”:
هو نوع حديث من رحلات العمل، وهو عبارة عن مصطلح يجمع بين كلمتي رحلة عمل “Business Travel” وسفر ترفيهي “Leisure Travel”. ويشير إلى استغلال أوقات الفراغ خلال رحلات العمل واستثماره للاستمتاع بالأماكن والمعالم السياحية في بلد الوجهة. وأظهرت دراسة صادرة عن “Expedia Media Solutions” أن أكثر من 60% من رجال الأعمال المسافرين في رحلات عمل يمددون رحلاتهم لأسباب ترفيهية.
في الختام، إن كل وجهة من الوجهات السابقة تقدم مزيجاً فريداً من سهولة الوصول وفرص الأعمال والبنية التحتية والتجارب الثقافية. ولكن، مهما كانت الوجهة مثالية، فإن سلاسة الرحلة تبدأ وتنتهي من المطار. وهنا تبرز أهمية خدمات الكونسيرج من “airssist” التي تلعب دوراً مهماً في تحويل رحلة العمل من مجرد سفر مرهق إلى تجربة مريحة وفعالة.